تشريح ذاتي ... السودانوية من زاوية أخري (1)

ما أعنيه بتعبير السودانوية هنا هو مجموع الخصائص الذاتية و الإنسانية التي تميزنا كسودانيين بداية من المكون الثقافي مرورا بطرائق التفكير وإنتهاءا بما يمكن أن نختزله في بنية الوعي السائدة و المتحكمة في تشكيل الفلسفة الحياتية للفرد و المجتمع.



دعونا نتفق أولا بأننا شعب متفرد و ذو نسيج خاص بما يميزنا من صفات أخلاقية رفيعة


ولكن هنالك حقيقة موضوعية صادمة تطل برأسها في هذا الموضع و هي أننا من زاية أخري ننوء بجملة من الخصائص السلبية و التي كثيرا ما تحد من تقدمنا و تطورنا و أقصد هنا تحديدا ما يعرف بفهوم إدارة الذات Self-Management الذي يرتبط بعدة محاور تقود بالنتيجة إذا تم الوعي بها ثم تطبيقها إلي إنتاج ما يسمي بالفرد الإيجابي و بالمجموع المجتمع الإيجابي.


سنحاول أن نتناول المحاور التي تشكل مفهوم إدارة الذات ثم نسقطها علي الشخصية السودانية حتي يكون التشريح موضوعيا.

 
أول هذه المحاور هو إدارة الوقت.

 
إدارة الوقت تعني بعبارة بسيطة الإستغلال الأمثل للوقت في أداء المهام و الواجبات بهدف تحقيق الأهداف بعبارة اخري القيام بالأمر المطلوب في الوقت المطلوب بالشكل المطلوب. أي تحقيق الجودة النوعية و الكمية لأداء المهام و حيازة الأهداف.

و هنالك العديد من الآليات لإدارة الوقت من أهمها التخطيط السليم بشقيه القريب و البعيد المدي مع تحديد الأولويات و التفريق بينها و بين الإهتمامات ثم تحديد الأسقف الزمنيية للأهداف و بكل دقة وفقا للإمكانيات و المعطيات المتاحة و يجب التمييز هنا بين مفهومين أساسيين يكثر الخلط بينهما و هما دائرة الامور المهمة و دائرة الامور الطارئة فالأمر الطارئ هو ذلك المهم الذي أهملنا إنجازه في وقته فتحول الي دائرة الامور الطارئة و التي يقود البقاء فيها إلي الفشل في إدارة الوقت و من هنا فإن التركيز علي دائرة الامور المهمة هو المفتاح الأساسي لإدارة الوقت و بالتالي تحقيق النجاح.


إذا أسقطنا هذه المفاهيم علي الشخصية السودانية سنري بوضوح أنها تقف علي الضفة الأخري للنهر.


غياب تام لثقافة التخطيط و تحديد الأولويات إلا فيما ندر من النمازج و أهداف تقليدية موروثة و ذات سقف محدود يفني غالبنا عمره في سبيل تحقيقها.