تشريح ذاتي ... السودانيوية من زاوية أخري (2)



محور آخر أساسي من محاور إدارة الذات دعونا هنا نحاول مقايسته بواقع و معطبات شخصيتنا السودانية

و هي قضية التطوير الذاتي.


إن سنة الله في أرضه إقتضت الحراك المستمر للأحداث و الأشياء.


فكان لزاما علي كل إنسان مواكبة هذا الحراك بالتطوير المستمر لذاته و إلا وجد نفسه يسير في مؤخرة الركب و ربما خارجه.


و غني عن الشرح أن ما يقود إلي تطور أي أمة هو تطور أفرادها الذين يشكلون أهم مواردها.


و لكنني هنا أريد أن اتناول بالنقاش مسألة التطوير الذاتي من منظور فردي أي من زاوية المسئولية الفردية لكل شخص تجاه تطويره لذاته حتي يمكنه أن يلعب دوره في منظومة الحياة بالفعالية المطلوبة

مصداقا لقول الصادق المعصوم عليه من الله أفضل الصلاة و أذكي التسليم ( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ).

يرتبط تطوير الذات بشكل كبير بالأهداف فهي البوصلة التي تحدد اتجاه التطوير و مراحله فتحديد الأهداف بكل وضوح هو ما يضمن بإذن الله نجاح خطة التطوير.


تعتمد خطة التطوير الذاتي علي الوعي بأربعة نقاط أساسية و مؤثرة.


النقطة الأولي هي عوامل القوة التي يمتلكها الفرد و هذه عليه أن يحافظ عليها و يطورها بإستمرار.


النقطة الثانية هي عوامل الضعف و هذه يجب العمل علي التخلص منها بكل إصرار.


النقطة الثالثة هي الفرص المتاحة و هذه يجب إغتنامها و الإستفادة منها بأقصي درجة ممكنة.


النقطة الرابعة هي العقبات التي تقف في طريق التطوير و هذه يجب إزالتها أو تلافيها بسرعة حتي لا تتراكم فتعيق خطة التطوير.


نلاحظ ان نقاط القوة و الضعف هي عوامل داخلية ترتبط بالفرد و شخصيته بينما الفرص و العقبات عوامل خارجية ترتبط بالمحيط الخارجي للفرد.


من خلال وعي الفرد بهذه العوامل الاربعة مجتمعة يستطيع ان يبني خطته لتطوير ذاته و بإستمرار مستصحبا معه عزيمته و قوة إصراره و واضعا أهدافه نصب عينيه.


نصل إلي مرحلة إسقاط هذا المحور علي الشخصية السودانية و أستطيع أن أجزم بان كل منا يستطيع أن يطلق لواعيته العنان ليدرك مدي كسلنا في هذا الجانب.


الشخصية السودانية في الغالب تتصف بالقناعة بما أكتسبت في مرحلة ما ثم يكون العذر دائما هو الإنشغال بالعمل و توفير إحتياجات الأسرة مع إغفال حقيقة أن اليوم الواحد يشتمل علي أربعة و عشرين ساعة.


ماذا لو خصص كل واحد منا ثلاث ساعات فقط في الإسبوع لا أكثر لتطوير ذاته في مجال عمله أو دراسته.