تشريح ذاتي ... السودانوية من زاوية أخري (3)

سأتناول في الجزء الثالث من هذا التشريح محورا آخرا في غاية التأثير من محاور إدارة الذات و هو محور التسويق الذاتي

Self-Marketing

التسويق عملية إدارية ترتبط أساسا بالسلع المادية و الخدمات في أذهان الكثيرين و لكن مفهوم التسويق توسع حديثا ليشمل الكثير من جوانب الحياة.

يرتبط مفهوم التسويق الذاتي بمدي قدرة الفرد علي تقديم نفسه للآخرين و إقناعهم بمهاراته الذاتية و مميزاته الشخصية لا سيما في سوق العمل الذي يشهد منافسة شرسة علي صعيد الموارد البشرية.

لا يكفي أن يمتلك الفرد المعرفة أو المهارة بل يجب عليه أن يحسن تقديم هذه المعرفة أو المهارة في إطار جاذب و مقنع متي ما اتيحت الفرصة لذلك كما يجب تجنب التواضع السلبي بكل أشكاله.

يرتبط مفهوم التسويق الذاتي بقوة بمفهوم تطوير الذات أي ضرورة أن يحوز الفرد علي كل المعارف و المهارات التي ترتبط بمهنته أو مجاله حتي يستطيع أن يسوق نفسه بجدارة.

إكتساب مهارة التسويق الذاتي هو الطريق إلي تشكيل الصورة الذهنية الإيجابية في ذهن المتلقي حيث أن لكل شخص صورة ذهنية محددة في أذهان المحيطين به و يستطيع كل منا أن يستعرض في ذهنه جميع الأشخاص الذين يعرفهم أو الذين يعيشون في محيطه و سيجد أنه يحمل لكل فرد صورة ذهنية محددة تكونت بمعايشته لهولاء الأفراد.

بدون أن نعمم فإن واحدة من أكبر السلبيات التي تعوق تقدم السودانيين و ترقيهم في أسواق العمل الخارجية سيما الخليج هي الإفتقار إلي مهارات التسويق الذاتي و طغيان ظاهرة التواضع السلبي رغم إمتلاك المؤهلات العلمية بجانب القدرات المعرفية و المهارية الأمر الذي أدي إلي ترسيخ صورة ذهنية سالبة و غير عادلة عن الكوادر السودانية لدي أرباب العمل و المعنيين بالموارد البشرية خاصة في الخليج و يمكن استنتاج ذلك بوضوح بمقارنة مستوي الأجور بين السودانيين و بقية الجنسيات الأخري.

مطلوب منا نحن السودانيين حتي نستطيع المنافسة و الترقي في أسواق العمل تغيير طريقتنا في التعامل مع الأمور و إدراك حقيقة أن الغلبة في أسواق العمل لا تكون بالمؤهلات العلمية فقط و إنما تكون بالقدرة علي تسويق هذه المؤهلات بشكل صحيح و مواكب.