التكنوقراطية ... طريقنا الأوحد نحو سودان الخير والنماء



التكنوقراط هم النخب المثقفة الأكثر علما وتخصصا في مجال المهام المنوطه بهم, وهم غالباً غير منتمين للأحزاب. والتكنوقراط كلمة مشتقة من كلمتين يونانيتين: التكنولوجيا وتعني المعرفة أو العلم وقراط وهي كلمة اغريقية معناها الحكم. وبذلك يكون معنى تكنوقراط حكم الطبقة العلمية الفنية المتخصصة المثقفة.

و من هنا فالحكومة التكنوقراطية هي الحكومة المتخصصة غير الحزبية التي تتجنب الانحياز لموقف أي حزب كان وتُستَخدم مثل هذه الحكومة في حالة الخلافات السياسية. مثال: دكتور متخصص في العلوم السياسية يسند له منصب رئاسة الحكومة, طبيب معروف وخبير في الطب ينال وزارة الصحة, ودكتور متخصص في الاقتصاد وزارة الاقتصاد, وآخر متخصص في التكنولوجيا وزارة الاتصالات وهكذا...

...........أعلاه هو التعريف النموذجي من قوقل للتكنوقراط و الحكومة التكنوقراطية
.
أما أنا فأجمل تعريف الحكومة التكنوقراطية و أحيله مباشرة إلي مقولة تداولناها كثيرا و حلمنا بتحققها
الشخص المناسب في المكان المناسب الشخص المناسب ... فقط
بغض النظر عن ولاءاته الدينية أو القبلية أو السياسية
الشخص المناسب فقط ... من حيث
الخبرة و المعرفة و المهارة و الممارسة
الفيصل هو فقط .... الكفاءة و الأمانة
هذا ما نريد أن يكون عليه الوطن وطن تساوي الحقوق و الواجبات
وطن عدالة توزيع الفرص و المكاسب
وطن يتساوي فيه كل الناس
و ليس وطن التعامل مع مناصب الدولة و فرص الحياة الكريمة فيها بمعايير القسمة الضيزي ذلك الشكل الذي درجت أحزابنا علي إنتهاجه في كافة ديمقراطياتنا السابقة بإقتسام المناصب و الوزارات بين أحزابنا الكبري و تحالفاتها يعني بالعربي البسيط
إتا يا الحزب الفلاني شيل وزارة الداخلية و المالية و خلي الخارجية و الصناعة و الزراعة لي ناس الحزب الفلاني أما الثقافة و الإعلام و الشباب الرياضة فديل ما مشكلة
سدو بيهم خشم الجنوبيين عشان ما يعملو لينا صداع
ثم يقوم كل حزب باخذ حصته من القسمة و توزيعها علي منسوبيه أو المحسوبين عليه إما كترضيات أو مكافآت علي الجهد المبذول سابقا في سبيل فوز الحزب في الإنتخابات
هكذا كان يدار الشأن الوطني في كل عهودنا الديمقراطية السابقة و اللاحقة
وهذا ما لا نريده و لا نرضاه لنا و للوطن


ما نريده لنا و للوطن هو حكومة ديموقراطية تكنوقراطية حكومة تدار بواسطة مؤسسات مهنية متخصصة و ليس بواسطة زعماء حزبيون أو قبليون يملأون مفاصل هذه المؤسسات بذوي القربي و ذوي الولاءات الضيقة فلماذا الحكومة التكنوقراطية هي الأنسب للسودان؟؟؟؟؟؟
السودان بلد ممتد الأطراف و ذو تباينات أثنية و عقائدية تجعل الممارسة الديمقراطية الحزبية معقدة و ناقصة في كثير من جوانبها فمعايير المفاضلة و الإختيار غير موضوعية ومختلة و يشوبها الكثير من الظلم و التجاوز و تخضع غالبا للولاءات القبلية و الدينية فيقع بذلك كثير من الظلم علي قطاعات واسعة من الشعب السوداني.
كما أن الخلافات السياسية هي ما نعانيه في سوداننا منذ الإستقلال و هي من أهم أسباب تردي أوضاعنا لأن أحزابنا السياسية ظلت و ستظل لا تجيد ممارسة ثقافة الإختلاف ... فكيف ننتظر منها أن تجيد ممارسة الديمقراطية و الديمقراطية في جوهرها هي ثقافة الإختلاف.الممارسة الحزبية و الديمقراطية ليست هدفا في ذاتها و إنما هي وسيلة لتحقيق أهداف عليا بينما في السودان وجود هذه الأحزاب هو من أهم الأسباب التي تعيق تحقيق هذه الأهداف العليا.
نحن لا نطالب بإقصاء هذه الأحزاب عن الحياة السياسية فهذا غمط لحقها و لكن من جانب آخر فالحكومة التكنوقراطية لن تزدهر و تؤتي ثمارها في ظل واقع حزبي سياسي متردي كالذي نعايشه في السودان الآن.
فأين يكمن الحل إذاً ؟؟؟؟؟؟
الحل هو في وجود وعاء سياسي مستقل يسع الحكومة التكنوقراطية. الحكومة التكنوقراطية تحتاج إلي وعاء سياسي مستقل و غير حزبي حتي يتسني لها البقاء و العمل بدون ضغوط.
و التكنوقراطية لا تتحقق تماما إلا في ظل وجود رئيس دولة مستقل يملك نفسه و قراره السياسي و لا يكون مضطرا إلي إخضاع قراراته السياسية إلي الأطر الحزبية الضيقة و إلي مصالح حزبه الشخصي التي كثيرا ما ستتعارض مع المصلحة العامة . كما أن اللعبة السياسية في ثوبها الحزبي كثيرا ما تقتضي الإلتفاف حول الحقائق لإحراز مكسب ما الأمر الذي يكون خصما علي الشفافية أما المستقل فليس لديه ما يخشي فواته من مصالح حزبية ضيقة.و هنالك أمر هام يجب الإلتفات إليه فالحكومة التكنوقراطية لا تمارس الإقصاء علي الأحزاب و الحزبيين و إنما تغلق الباب أمام كافة التجاوزات التي سيمارسونها لا محالة.فنحن ظللنا نحلم و منذ إستقلالنا بدولة المؤسسات التي ستقودنا و نقود بها أنفسنا إلي سودان الخير و الإزدهار.
و دولة المؤسسات لن تتحقق في السودان إلا في ظل حكومة تكنوقراطية.ما هي دولة المؤسسات ؟؟؟؟
و قبل كل ذلك
ماذا يعني مفهوم المؤسسة ؟؟؟؟؟
المؤسسة هي المنظومة الإدارية التي لها بداية ً
رؤية واقعية
و إستراتيجية مدروسة
و أهداف واضحة
و تدار هذه المنظومة بشكل علمي مدروس و بقواعد صارمة متعارف و متفق عليها و لا يسمح بتجاوزها بأي حال. حيث تدار وفقا لنظام إداري مجود و موثق فيما يعرف بنظام إدارة الجودة Quality Management Systemو يتم إخضاع هذا النظام للرقابة و التحسين المستمرين لتجاوز أي إخفاق و بغرض المواكبة و مسايرة روح العصر.و يقوم هذا النظام علي مفاهيم مركزية تتمثل في التركيز علي العميل (يمثله المواطن في الحكومة التكنوقراطية). ثم القيادة المؤهلة مع التركيز علي التحسين و التطور المستمر و إتخاذ القرارات المناسبة وفقا للمعطيات الواقعية.
و في المؤسسة تكون المناصب الوظيفية محددة تحديدا واضحا و صارما و موثقا في صورة ما يعرف بالوصف الوظيفي Job Description و لا يمكن تجاوز تجاوز وثيقة الوصف الوظيفي أو تعديلها من قبل أي شخص مهما كان.
و أهم بنود هذه الوثيقة تتمثل في المؤهلات و الخبرات مهام و مسئوليات الوظيفة صلاحيات الوظيفة بند الأجور و المخصصات.
و لا يوجد في هذه الوثيقة ما يشير إطلاقا إلي الديانة أو القبيلة أو الجنس أو النوع فقط الكفاءة الشخصية هي الفيصل و المرتكز.
و هذا يعني قفل الباب تماما أمام الجهويات و المجاملات السياسية و الحزبية إذا فالحكومة الديمقراطية هي المأمن الذي يجب أن نسعي إليه
المأمن من تشظي الوطن و تفتته المأمن من تحول الوطن إلي مأكلة و مشربة و ملك يمين لجهات و أحزاب محددة.

مجمل القول و خلاصة اليقين عندي

أن التكنوقراطية هي طريقنا الأوحد نحو سودان الخير و الإزدهار.